موضوع: أهمية دراسة اللغة العربية للمسلم الثلاثاء يونيو 21, 2011 5:59 pm
اللغة العربية لسان الدين ومن علومه وينبغي أن يكون ذلك في أذهاننا ليكون ذلك عونا لنا على أن نشمر عن ساعد الجد ونستعين بالله لنصل إلى ما نريد نحو فهم قواعد هذه اللغة ؛وينبغي أن نتحمل ما يحصل لنا اتجاه تعلم هذه اللغة من نوع تعب ومشقة في ذلك .
الأصل في دراسة قواعد اللغة العربية : أن العرب كانوا في الأصل يتحدثون العربية قبل الإسلام وبعده على سجيتهم ، وقواعدهم محفورة بلسانهم، ولم يكونوا بحاجة إلى أن يُحَكِّموا قواعد معينة أو أن تكون هناك قوانين يجعلونها نبراسا يقتدون به في كلامهم، بل كان كل واحد منهم يتكلم على سجيته، ، إلى أن مرت السنون وتوالت العصور وحصل ما حصل من اختلاط العرب بغيرهم .
** ودخل الناس في دين الله أفواجا على اختلاف ألسنتهم، وتأثر اللسان العربي بناء على ذلك، فأصبح غير العربي محتاجا إلى أن يتعلم لسان العربي، وأصبح العربي باحتكاكه وسماعه وحديثه إلى غير العربي غير قادر على إتقان لغته كما كان يتقنها آباؤه وأجداده، ومن هنا لجأنا إلى قانون يُستند إليه لضبط الحديث بالعربية الفصيحة، فلم يكن ذلك القانون إلا ما كان يتحدث به العرب الفصحاء قبل فشو اللحن على ألسنة الناس، ، كانت هذه المادة الواسعة تحتاج إلى أن تستنبط منها القواعد، فبدأ العلماء الغيورون منطلقين في ذلك إلى أن يكونوا سهاما من السهام التي جعلها الله تعالى موجهة لحفظ كتابه العزيز.
** من هنا شمر كثير من العلماء عن ساعد الجد وبدءوا في جمع هذا الكلام الفصيح ونظروا إلى القواعد التي تنظمه، فعلموا أن هناك نمطا معينا يسير عليه العرب، فهم أول ما يبدءون في كلامهم كلمة مرفوعة مضمومة الآخر فقالوا: إذن المبتدأ مرفوع، ورأوا أنهم إذا حصل أن هناك حدثا من الأحداث وأن من أداه ذُكِرَ اسمه في أثناء الحديث أنه أيضا يرفع هذا الاسمُ أو يضم آخره فقالوا: الفاعل مرفوع .. وهكذا استطاعوا أن يستنبطوا هذه القواعد باستقرائهم هذا الكلام الفصيح، فرأوا أنه يسير على نمط واحد ونسج مستمر فوضعوا هذه القواعد بناء عليه.
في بداية هذا الجمع وقع خلاف بين العلماء نظير اختلاف كلام القبائل ولهجاتهم مما أوقع بعض الخلاف بينهم ؛ثم استقرت قواعد النحو عند المحققين في القرنين السابع والثامن الهجري بحيث وصل إلينا النحو بأبوابه المفصلة التي نراها كما هي عليه الآن ...